فك ألغاز النفس البشرية ..
الإثنين 15 سبتمبر 2025 -10:00
خمسة أنماط من البشر ينصح كارل يونغ بتجنّبهم للتخلص من الآثار النفسية السيئة الناتجة عن الإختلاط بهم. ويصنف "كارل يونغ" واحداً من أشهر علماء النفس الذين أنجبتهم أوروبا، وأكثرهم تأثيرا، بنظرياته العديدة حول بنية الشخصية وتكوين النفس، ولكن حياة هذا العالم المُحب للوحدة لم تخلُ من المآسي والصعاب التي شكَّلت شخصيته في الصغر وأثَّرت على نظرياته عندما كبر. كان للدين والإله دور محوري في حياة يونغ، فقد خافه صغيرا وتعلق بيه كبيرا، وبحث عنه في الثقافات البدائية في أفريقيا وأميركا الجنوبية.

و فقا لما يؤكده "يونج" ان الصفات الغالبة لبعض البشر قد تكون سببا للمشاكل وهذا هو السبب الذي يجعلك لا تضع ثقتك فيهم ..

إحدى الأفكار الأساسية في فلسفة كارل يونغ هي أننا جميعاً مطالبون بمراقبة الأنماط التي تتكرر في حياتنا: العادات التي نمارسها بصمت، الأشخاص الذين نحيط أنفسنا بهم، والأهم من ذلك، أفعالنا التي تجري في اللاوعي.

لا يزال يونغ يُعتبر من أعظم العقول التي حاولت فك ألغاز النفس البشرية: لماذا نتصرف كما نتصرف؟ ولماذا تتكرر في حياتنا أحداث بعينها؟..

وكان جوابه دائماً أن معظم ما نمرّ به ما هو إلا انعكاس مباشر لاختياراتنا وأفعالنا، حتى وإن لم نكن واعين بذلك.
لقد كشف يونغ طبيعة العقل البشري، وشرح كيف نحمل معنا أعباء عاطفية ومشكلات غير محلولة، تنعكس في طريقة تفكيرنا وتصرفاتنا.

ومن بين ما شدد عليه، وجود خمسة أنماط من الأشخاص لا ينبغي الاقتراب منهم أو الاعتماد عليهم، لأنهم يستنزفون طاقتك شيئاً فشيئاً، ولا يمكن الوثوق بهم، إلا إذا أدركوا ما يفعلون وبدأوا بالعمل على تغيير أنفسهم.

1. الضحية الدائمة: كلنا نعرف ذلك الشخص الذي يرى نفسه ضحية على الدوام: ضحية الحياة، ضحية القدر، ضحية الناس. يظن أن المصائب تطارده، وأن الحظ يتخلى عنه، وأن الجميع يسيء إليه، بينما هو في نظر نفسه بريء لا يخطئ أبداً.

في عقله، لم يكن يوماً سبباً لما حدث له، بل مجرد متلقٍ لما تفرضه عليه الظروف.

لكن ما لا يدركه هؤلاء أن كثيراً من الأزمات التي يشتكون منها تبدأ من قراراتهم وسلوكياتهم.

أما "من ظلمهم" في نظرهم، فغالباً لم يكن سوى شخص يرد الفعل. صحيح أننا لا نتحكم دائماً فيما يصيبنا، ولا في أفعال الآخرين تجاهنا، لكن من يظل يلوم الحياة والناس بلا توقف هو استنزاف خفي لطاقتك. 2. من يتوهمون التفوق الأخلاقي: هذا النوع أكثر خطورة مما يبدو. إنهم يرون أنفسهم أسمى من الآخرين أخلاقياً، ويكررون إعلان مبادئهم في كل مناسبة، ويشيرون بأصابع الاتهام تحت غطاء "النصح" أو "الوعظ". لا يصرخون إذا فعلت ما لا يرضيهم، لكنهم يبدون "خيبة أمل" تجعلك تشعر وكأنك أقل قيمة منهم. وهكذا تدخل في دائرة مفرغة: تبحث عن رضاهم معتقداً أنهم يسعون إلى مساعدتك، بينما حقيقتهم أنهم يريدون السيطرة عليك. هؤلاء لا يقدمون صلة إنسانية صافية، بل يمارسون شكلاً من التحكم النفسي الذي يرهقك عاطفياً وعقلياً. 3. مستنزِفو العطاء: كان يونغ يحذر دائماً من الأشخاص الذين يرفضون أن يتطوروا، ويعيشون على حساب طاقة غيرهم. إنهم يطلبون الحب، والنصح، والاهتمام، لكن دون أن يردوا شيئاً في المقابل. العلاقة معهم تسير في اتجاه واحد فقط. مشكلات تتكرر، شكاوى لا تنتهي، لكن بلا نية صادقة للتغيير. يونغ نبه قائلاً: لا يمكنك إنقاذ شخص لا يريد إنقاذ نفسه. ومهما منحتهم من وقت وجهد، سيبقون مكانهم، بل ربما يسحبونك معهم إلى الركود. 4. الممثلون المتقنعون: كلنا نرتدي أقنعة اجتماعية – أو ما سماه يونغ "البرسونا" – لنؤدي أدوارنا كأب أو أم، طبيب أو موظف، صديق أو ابن. لكن المشكلة حين يلتصق الإنسان بقناعه حتى يصدق أنه لا وجود له خارج الدور الذي يؤديه. هؤلاء أسرى للمظاهر، يلهثون خلف صورة مثالية زائفة، وينكرون رغباتهم ومشاعرهم الحقيقية. كل شيء لديهم معد مسبقاً: لا عفوية، لا ضعف، لا صدق. التعامل معهم يجعلك تشعر أنك تعيش في مسرحية مصطنعة. وإذا حاولت أن تكون على حقيقتك، أو أظهرت مشاعرك بصدق، يتراجعون فوراً ويغلقون الأبواب. البقاء بجوارهم يخنقك، يجعلك مراقَباً دائماً، ويمنعك من أن تكون على طبيعتك. والأسوأ أنك مع الوقت قد تصبح مثلهم: سجين القناع. 5. من يفتقرون إلى الوعي الذاتي: ذلك الصديق المتهور الذي يسخر من انفعالات الآخرين بينما هو يغضب أسرع من الجميع. ذلك القريب البخيل الذي يصف الناس بالبخل. أو ذلك الشخص كثير الانتقاد الذي يقع مراراً في نفس الأخطاء التي يهاجمها. هؤلاء يفتقرون إلى أبسط درجات الوعي الذاتي. يستهلكون طاقتك لأنهم غير قادرين على رؤية تناقضاتهم. يهاجمون ما يغارون منه، وفي الغالب ما يهاجمونه ليس إلا انعكاساً لأجزاء في ذواتهم يتمنون لو استطاعوا إظهارها. لكنهم لافتقارهم إلى الشجاعة يقمعونها في أنفسهم ويكرهونها في غيرهم. * الخاتمة: فهل الحل أن تقطع صلتك نهائياً بهؤلاء الأشخاص؟ ليس دائماً، خاصة إن كانوا جزءاً أساسياً من حياتك أو أناساً تحبهم. لكن ما عليك فعله هو أن تصغي جيداً لمشاعرك بعد لقائهم. اسأل نفسك: كيف خرجت من صحبتهم؟ هل شعرت بالإرهاق؟ بالغضب أو بالتشاؤم؟ إن كان الجواب "نعم"، فهذا إنذار بأنك تبذل معهم أكثر مما يجب. غالباً لن تستطيع تغييرهم. كل ما يمكنك فعله هو أن تفتح أمامهم باب الوعي: كتاب، فكرة، أو دعوة للتأمل والنمو الذاتي. وإن تجاوبوا فهذا خير. أما إن لم يفعلوا، فلا تنتظر عمراً كاملاً من أجل أن يقرر أحدهم أن يتغير. اختر معاركك بعناية. بل ضع لها أجلاً محدداً. فأحياناً لا تكون الشجاعة في مواصلة الكفاح معهم، بل في الانسحاب حين تدرك أن المعركة صارت استنزافاً لا حياة. ترجمة محمد عصمت

تعليقات القراء

أضف تعليق
الأسم
البريد الألكنرونى
التعليق

تعليقات الفيس بوك

أحدث الاخبـــار

الأكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الرأى الإقتصادى 2015