بعيدا عن مفهوم الاستقطاب الذى اتهمت به الحكومه الجديده نتيجه لاعتمادها على نسبة كبيره من جبهة الانقاذ المثيره للجدل ..فالمراقب والمتابع لحكومة الدكتور حازم الببلاوى واسلوب تشكيلها ..سيندهش حتما من اعتماده على بعض الوزراء المنتمون او الذين شغلوا ذات المناصب فى حكومة الدكتور هشام قنديل قبل الاخيره!!.. لاسيما وان ثورة 30 يونيو قد قامت لعدة اسباب منها على سبيل المثال وليس الحصر الاداء الحكومى الضعيف سواء لحكومة الدكتور هشام قنديل الاولى او حتى حكومته الثانيه التى اعتمد فيها على بعض الهواه من اهل الثقه وتجاهل الخبرات بشكل اثار حفيظة الجميع!!..
فمثلا قد بدا مستغربا بشكل كبير عودة الاستاذ اسامه صالح والدكتور اشرف العربى وزيرى الاستثمار والتخطيط مع كامل الاحترام لشخصهما الكريم فى حكومة ثوريه!!..فالملف الاقتصادى قد تم ادارته بشكل شابه العديد من الانتقادات على مدار الفتره الماضيه...فكيف يمكن الاستعانه بنفس الوجوه التى كانت مسؤوله عن هذا الاداء الضعيف!!؟؟..فهل يعد هذا شهاده مثلا لحكومة الدكتور هشام قنديل على انها كانت تسير على الطريق الصحيح!!؟..والا فكيف نفسر الاعتماد على كل هذه الشخصيات المحسوبه على حكومة الاخوان!!؟..هل انتهت من مصر الكفاءات لكيما نعتمد على ذات الاسماء!!؟؟..ام هى رساله لمن قاموا بثورة 30 يونيو بشكل مستتر!!؟..حقيقه هناك تساؤولات عديده لست وحدى من يطرحها..وانما الشارع بصفه عامه فى حالة دهشه من تلك الاختيارات..واتصور ان ما يمنعه عن الاعتراض او حتى التعليق هى فرحته بالخلاص من الاخوان المسلمين ومواليهم..فهذا وحده يساوى عنده الكثير..بعدما قتلت فيهم جماعة الاخوان الحلم والامل ..ودفعت الكثيرين لتمنى الهجرة من وطنهم!!
على كل حال.. انا شخصيا اتفهم وجهة نظر الدكتور حازم الببلاوى فى اعتماده على بعض وزراء حكومتى الدكتور هشام قنديل مثل وزير التخطيط والاستثمار والكهرباء والسياحه والاتصالات والاثار والداخليه..وان كانت الاخيره لها اسباب خاصة نظرا لموقفها من ثورة 30 يونيو..اما الباقون فأتصور ان الغرض كان الاعتماد على الاجهز وليس فقط الاكفأ..على اعتبار انها مجرد حكومه انتقاليه لتسيير الاعمال ولحين اجراء انتخابات برلمانيه ورئاسيه..ويبدو انه قد فضل فى هذا التوقيت اختيار الاكثر درايه بالملفات العالقه بدلا من اعادة الدراسه قبل اتخاذ القرارت..واتصور ان هذا التشكيل قد نفى ما كنت انا شخصيا اخشاه..وهو ان تقدم هذه الحكومه على اتخاذ قرارت مصيريه بشأن بعض الملفات الهامه مثل الضرائب او الدعم او الحد الادنى والاقصى للاجور..فتلك جميعها ملفات شائكه..والاعتماد على الاجهز ينم عن تفهم كامل من الدكتور حازم الببلاوى على ان حكومته هى مجرد حكومة تسيير أعمال وليست حكومة ثورة كما كان يريدها البعض!!..
وحقيقه تفهمى لوجهة نظر الدكتور حازم الببلاوى فى اختياراته لا يعنى بأى حال من الاحوال اتفاقى معه سواء فى اعتماده على نسبة كبيره من الوزراء المنتمون لجبهة الانقاذ او اعتماده على وزراء تابعين لحكومة الدكتور هشام قنديل الاولى او الثانيه...فكلنا نذكر موقف البعض من الملف الضريبى لاسيما ما يعنينا نحن بشكل خاص وهى ضرائب البورصه..ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر.. اشرف العربى وزير التخطيط !!..على اعتبار انه كان من انصار فرض الضرائب على البورصه!!..ولولا حزب النور واعتراضاته فى مجلس الشعب لطبق ثلاث ضرائب على البورصه دفعه واحده!!..ضريبة الدمغه وضريبة الارباح الرأسماليه وضريبة اعادة الهيكله وهو الاقتراح الذى قدمته الحكومه وقتها..ولازلت اذكر تصريحا له فى احدى البرامج وهو يقول انه وحكومته كانوا يرون ضرائب البورصه عادله!!!..بالاضافه ايضا لاسامه صالح والذى كنت أول من نادى بضرورة عودة وزارة الاستثمار بل وتوليه هو تحديدا لمسؤولياتها بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير نظرا لخبرته وكفائته فى ادارة هيئة الاستثمار ..ولكنى فوجئت بادائه واولوياته!!.. فما ان تولى المسؤوليه فى حكومة الدكتور هشام قنديل الا وبدأ فى التهديد والوعيد للقنوات الفضائيه بضرورة الالتزام بعدم الهجوم على الرئيس..أقصد بالمعايير المهنيه!!..وكأنه قد جاء لهذا الغرض وليس لحل ازمات المستثمرين!!
اخيرا..اتمنى ان يتفهم السادة الوزراء ما سبق وتفهمه رئيس حكومتهم..وهى انهم مجرد حكومة مؤقته لتسيير الأعمال وليس لاتخاذ قرارات من شأنها التأثير سلبا على الوضع الاقتصادى!!..ففى تصورى الشخصى ان من أهم مبادىء الثورة..أى ثورة..انه ليس من حق الحكومه المعينه اتخاذ قرارات مصيريه تثير الجدل..وانما هذا الحق يقتصر فقط على الحكومه المنتخبه..وكفانا بالله عليكم ما فعلتوه بالبورصه.. فهى لن تحتمل المزيد من القرارات العشوائيه..
وحتى نكون منصفين فلن نستبق الاحداث ونحكم على اداء الوزراء المنتمين لحكومات الاخوان وسنلتمس لهم العذر كونهم عملوا فى ظل توجه عام منصبا فى البحث عن قرض صندوق النقد بأى شكل وأى طريقه مهما كانت العواقب وايا ما كانت النتائج!!..ولذا دعونا نرى اذا ما كان هذا الفكر السابق هو فكرهم الشخصى اما كان توجه عام هم ابرياء منه!؟...واما الوزراء المنتمون لجبهة الانقاذ..فالكل يعرف موقف الشارع من تلك الجبهه..خاصة الوجوه الاربعه الاشهر بها..ولذا ارانى لست فى حاجه حتى للتعليق عليها!!
كلمه أخيره : يعترض الاخوان علي ثورة ٣٠ يونيو ويعتبروها انقلابا كونها لم تشمل كل فئات واطياف الشعب!!..فى الوقت الذى يعتبروا ما حدث في ٢٥ يناير ثوره مجيده لانها تضم كل اطياف الشعب!!..وكأنهم يرفضوا اي ثورة لم تشارك بها الاخوان ومواليهم!!.. وهذا معناه ان اي ثورة علي الاخوان او مواليهم حتي لو كان من قام بها الشعب المصري كله وتضامنت معه كل الشعوب العربيه..ستكون في نظرهم انقلابا علي الشرعيه!!..لانه ببساطه شديده.. الاخوان ومواليهم يستحيل ان يثوروا علي انفسهم!!