فى البدايه دعونى اتوجه بتحية احترام وتقدير للسيد الاستاذ هشام رامز محافظ البنك المركزى الذى اثبت ان للقطاع المصرفى "صاحب" وضهر يعتمد عليه..فموقفه الاخير من ضريبة المخصصات التى كادت ان تعصف بالقطاع المصرفى لهو موقف يحسب له تاريخيا.. فالمعروف ان الغاء الاعفاءات الضريبيه على المخصصات قد تم بناء على اقتراح وتوصيه من احد السادة النواب بمجلس الشورى مما اثار حفيظة المركزى المصرى نظرا لعدم اعلامه بالامر او حتى مناقشته فيه..وهو تقريبا نفس ما حدث مع قطاع الاوراق الماليه بخصوص ضريبة الدمغه التى اكتفى بها مجلس الشورى بدلا من الضريبه على التوزيعات او ضريبة اعادة الهيكله..ولكن يكمن الاختلاف بين الحالتين فى الموقف الذى اتخذه المركزى لحماية القطاع المصرفى حتى نجح بالفعل فى الوصول الى حل يرضى جميع الاطراف وينقذ القطاع من خطر حقيقى نتيجة اقتراح مبنى على ارقام دون النظر على الاثار كما هى العادة هذه الايام!..وهو ان تشترط اللائحة التنفيذية مراجعة واعتماد البنك المركزى لمخصصات البنوك للتاكد من قانونيتها وعدم المبالغة فى تقدير قيمتها وفقا لحالة القروض المتعثرة بمحفظة كل بنك وبموجب هذا الاعتماد يتم اعفاء هذه المخصصات من الضرائب..
وانا هنا لا احمل ادارة البورصه او ادارة الهيئة مسؤولية تمرير ضريبة الدمغه على التعاملات..فكلنا مشاركون فى الخطأ ولا يمكن اعفاء احد من المسؤوليه..فقد تعاملنا مع الامر بمنتهى السلبيه..سواء مستثمرين او عاملين او اصحاب شركات او حتى اعلام اقتصادى..لدرجة اوحت للسادة متخذى القرار انه لن تكون هناك اى اثار سلبيه لتطبيق تلك الضريبه وان المساله لا تعدو ان تكون اكثر من مجرد اعتراضات سرعان ما ستزول بفعل سياسة الامر الواقع
على كل حال..اعلم تماما ان تلك الضريبه ليست هى السبب الرئيسى خلف كل هذه الانهيارات التى نشاهدها على شاشات التداول على مدار الاسبوعيين الماضيين والتى حققت فيها غالبية الاسهم سواء القياديه او الصغيره والمتوسطه مستويات سعريه لم يذكر اكثر من 75% من متعاملى السوق ان رأوها من قبل!!..فتلك الانهيارات قطعا ناتجه من احداث اخرى عده..ابرزها كم الازمات التى نعيشها هذه الايام سواء فيما يتعلق بسد النهضه او احكام المحكمه الدستوريه او ازمة وزارة الثقافه او ازمة الطاقه..الخ..وقطعا بالاضافه لكل هذا تلك المخاوف من تظاهرات 30 يونيو القادم
ولكن على ما يبدو ان تظاهرات 30 يونيو القادم لا تشغل بال او تثير فقط مخاوف المستثمرين او العاملين بسوق المال وانما يبدو ان الامر قد امتد ايضا للنظام والحكومه والمعارضه..فالكل لم يعد يفكر فى اى شىء سوى يوم 30 يونيو..وحتى ان حاول البعض ايهام الاخرين انها لا تعنيه او تقلقه!..فالواقع يؤكد عكس ذلك..ولذا لم يعد مستغربا حالة التجاهل الغريبه التى تتعامل بها الحكومه مع انهيارات البورصه..فهى تبدو وكأن الامر لا يعنيها تماما!!..الاسعار تنهار يوميا والبورصه تخسر المليارات ولا احد يسأل او يعلق وكأنها بورصة اليابان!!..وحتى السادة الذين يطلق عليهم "النخبه" سواء المؤيدون او المعارضون..لم يكلف احد منهم خاطره بالسؤال عن اسباب هذا التراجع ولو حتى بينه وبين نفسه!! ...فاذا كان النظام وحكومته عاجزا عن التصرف حيال تلك الانهيارات بدعوى حرية السوق وعدم التدخل فى اليات الطلب والعرض..فأقل ما فيها ان تتوقف عن تحصيل ضريبة الدمغه كنوع من المشاركه والاحساس بالمسؤوليه تجاه فقراء البورصه المسمون "بالخطأ" مستثمرون..واما اذا كان التجاهل ناتجا من حالة التأهب القصوى التى تعيشها الحكومه لمظاهرات 30 يونيو..فلتعترف بهذا..وهنا فقط..يمكن ان نلتمسلها العذر!!
كلمه أخيره : كل التوفيق لكافة السادة المرشحين لانتخابات مجلس ادارة البورصه..وندعو الله ان يولى منهم من يصلح..فالمهمه القادمه ليست سهله على الاطلاق..لاسيما فى ظل حكومه لا تسمع عن البورصه سوى من الافلام!!..ومعارضه تقضى نصف حياتها فى التحضير للتظاهر..والنصف الاخر للنقد والتحليل على شاشات الفضائيات!!
Esaied@Osoolesb.Com
العودة إلي أعلي