" طوفان الأقصى "..جحيم السياسة الذي يمزق إسرائيل

سيظل يوم السابع من أكتوبر لعام ٢٠٢٣ عصيًا على زحف النسيان أو شيخوخة الذاكرة ، إنها أربع وعشرون ساعة تحطمت فيها معادلات ونشأت على وقعها أخرى على الساحتين السياسية والعسكرية.
 
لم يكد يمر أثقل يوم في تاريخ إسرائيل " السادس من أكتوبر " حتى كانت ساعات خلفه تستقر بقوة بوعي أو بدون في ذاكرة اليهود ، ضربت صاعقة إقتحام حركة حماس للمدن الإسرائيلية كل الأوساط السياسية والعسكرية على الصعيدين الإقليمي والدولي، العملية التي دحرت أسطورة أقوى جيش في الشرق الأوسط التي ظلت تروج لها إسرائيل كان تراكم لأَوضاع داخلية سياسية لم تعرفها الدولة اليهودية منذ نشأتها عام ١٩٤٨، فقبل عدة أسابيع حذر محللين سياسيين وعسكريين من تأثير التعديلات القضائية التي دعا إليها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أجل تقويض قدرات المحكمة العليا بالتزامن مع تهم الفساد التي تلاحق نتنياهو وزوجته منذ عدة سنوات والتي لم تسقط إلى الآن وعرف التعديل بتقليص "حجة المعقولية " بما يعني عدم قدرة المحكمة العليا على إلغاء قرارات الحكومة ليشارك مئات الآلاف في مظاهرات إمتدت لأشهر ضد تمرير القانون.
 
لتدخل التظاهرات المناوئة لحكومة نتنياهو مرحلة الإضراب فقد أعلنت شركات وبنوك عن تنظيم إضراب يشل الحركة في البلاد، وهنا تأتي الحلقة الأكثر خطورة حيث تضامن الآلاف من قوات الإحتياط بما فيهم طيارون بالجيش الإسرائيلي مع نداء الإضراب وهو ما حذرت منه تقارير من أن الوضع الداخلي قد يضعف قدرات إسرائيل الحربية.
 
كل ذلك تحت أنظار حماس التي إقتنصت الخلل الواضح بجيش الإحتلال لتذيقه هزيمة على المستويين العسكري والنفسي، سقوط بإمتياز لمغامرة نتنياهو السياسية وحسب مراقبين للمشهد الإسرائيلي فإن ما كان ثابتا سيتبخر..
 
وما كان قائما سينزوي..
 
 التطور النوعي الهائل في قدرات حماس عبر " طوفان الأقصى " ربما سيعيد تشكيل الصراع مع إسرائيل وفق زوايا جديدة تليق بالحدث الأخطر على إسرائيل منذ حرب أكتوبر.. 
 
 و يجرف معه نتنياهو وهذه المرة بلا عودة.


التعليقات

ارسل تعليق

أخبار قد تهمك