"كباش شقلبان" الحكاية الثانية..
الثلاثاء 14 يوليو 2020 -09:56
يحكي ان في أحد العصور و الأزمنة والتي ليست ببعيدة انه يوجد مدينة صغيرة على الخريطة كانت تدعي مدينة شقلبان و كانت تلك المدينة استدانت من طوب الارض وكان هذا الدين هم لها بالليل وغم لها بالنهار واصبحت تمر بأزمة اقتصادية كبيرة وانتشر فيها الفقر والغلاء ولم يستعين الحاكم بالمتخصصين و الخبراء ولكن استخدم الحاكم اسلوب المكر والدهاء بعد ان استمع لرواية قد حكها له احد الاوفياء والذي لم يكن من المقربين ولا حملة المباخر وكان دائما من الاشخاص المستبعدين..
ولكن الصدفة كان لها دور وهي عن قصة قديمة عن والي دمشق أسعد باشا العظم.. خلال رحلاته بين دمشق و بيروت.. يقال أنه كان في يوم ما بحاجة إلى المال للنقص الحاد في مدخرات خزينة الولاية.
(( كما هو حال في العديد من البلدان )) . فاقترح عليه حاشيته أن يفرض (ضريبة) على بعض اصحاب الديانات من غير المسلمين وعلى صناع النسيج في دمشق..

فسألهم أسعد باشا: وكم تتوقعون أن تجلب لنا هذه الضريبة؟ قالوا :من خمسين إلى ستين كيسا من الذهب.. فقال أسعد باشا: ولكنهم أناس محدودي الدخل.. فمن أين سيأتون بهذا القدر من المال؟ فقالوا: يبيعون جواهر وحلي نسائهم يا مولانا.. فقال أسعد باشا: وماذا تقولون لو حصلت المبلغ المطلوب بطريقة أفضل من هذه؟!

في اليوم التالي.. قام أسعد باشا بإرسال رسالة إلى المفتي.. لمقابلته بشكل سري.. وفي الليل وعندما وصل المفتي.. قال له أسعد باشا: نما إلى علمنا أنك ومنذ زمن طويل.. تسلك في بيتك سلوكا غير قويم.. وأنك تشرب الخمر.. وتخالف الشريعة.. وإنني في سبيلي لابلاغ اسلامبول.. ولكنني أفضل أن أخبرك أولا.. حتى لا تكون لك حجة علي!!! المفتي أخذ يتوسل.. ويعرض مبالغ مالية على أسعد باشا.. لكي يطوي الموضوع.. فعرض أولا ألف قطعة نقدية.. فرفضها أسعد باشا.. فقام المفتي بمضاعفة المبلغ.. ولكن أسعد باشا رفض مجددا.. وفي النهاية تم الاتفاق على ستة آلاف قطعة نقدية!
وبعد اخذها عزله من منصبه . وفي اليوم الثاني.. قام باستدعاء القاضي.. وأخبره بنفس الطريقة.. مضيفا أنه يقبل الرشوة.. ويستغل منصبه لمصالحه الخاصة.. وانه يخون الثقة الممنوحة له؟! وهنا صار القاضي يناشد الباشا.. ويعرض عليه المبالغ كما فعل المفتي.. فلما وصل معه إلى مبلغ مساوي للمبلغ الذي دفعه المفتي.. أطلقه ففر القاضي سريعا وهو لا يصدق بالنجاة!

بعدها جاء دور المحتسب.. والاغا .. والنقيب.. .. وكل من له مسؤوليه في ذاك الوقت .. من مسلمين و اصحاب الديانات الاخرى .. بعدها قام بجمع حاشيته الذين أشاروا عليه أن يفرض ضريبة جديدة لكي يجمع خمسين كيسا.. وقال لهم: هل سمعتم أن أسعد باشا قد فرض ضريبة جديدة في الشام؟ فقالوا: لا ما سمعنا..!! فقال: ومع ذلك فها أنا قد جمعت مائتي كيس.. بدل الخمسين التي كنت سأجمعها بطريقتكم.. فتساءلوا جميعا بإعجاب.. كيف فعلت هذا يا مولانا؟! فأجاب : إن جزَّ صوف الكباش.. خير من سلخ جلود الحملان.
ف
سيأتي اليوم الذي يُجَزُ فيه صوف الفاسدين.. بدل سَلخِ جِلد المواطن وكم نحتاج من افكار عديدة خارج الصندوق وليست كل النظريات تصلح لكل الازمنة او العصور وماذا لو كان استمع الحاكم الي حاشيته وقام بفرض الضرائب !! اليس هذا من الافضل اتباعه لتخفيف العبء على المواطن بدل من تحمله العديد والعديد من الاعباء ونترك المتربحين ليتربحوا اكثر فاكثر ونحن اليوم نحتاج لفكر المزيد من الاوفياء . ملحوظة تم الاستعانة ببعض الأقوال المأثورة واعادة صياغتها لكي تتناسب مع الغرض من الموضوع و هو استرداد حق الدولة من الفاسدين الذين استغلوا مكانتهم للتربح الشخصي دون فرض المزيد من الضرائب على المواطنين الغلابة .وهذه الحكاية لا تمس مدينة بعينها من قريب او بعيد لكنها من وحي الخيال ...... بقلم د/ وائل النحاس

تعليقات القراء

أضف تعليق
الأسم
البريد الألكنرونى
التعليق

تعليقات الفيس بوك

أحدث الاخبـــار

الأكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الرأى الإقتصادى 2015