" القرن التاسع عشر والعشرين أشد فتكاً في الأمراض والأوبئة "
الإثنين 06 أبريل 2020 -11:48
مصر الكنانة ، مصر التي قال عنها رسول – صلى الله عليه وسلم- أهلها في رباط الى يوم القيامة، مصر هِبةُ من اللهِ منذ قديمِ الزمانِ وهي الكنانة أي الجعبة التي يتم فيها حفظ النبال والسهام ، فتشبيه مصر بكنانة السهام التي يصيب الله تعالى بها الطغاة والظالمين والمتجبرين، فيرميهم بأهلها الذين هم جند الله، ولذلك جاء في بعض المأثورات : ما طلبها أو ما ظلمها عدو إلا أهلكه الله. ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يُوحى، فإذا قال رسول الله فليصمت الجميع بأمرٍ من الله وليُنصت الكل بمصداقيةٍ من الله حيث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- :" إذا فتح الله عليكم مصر بعدي، فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً، فذلك الجند خير أجناد الأرض، قال أبو بكر: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: إنهم في رباط إلى يوم القيامة" – صدق رسول الله . والرباط يعني الرابِطة أو العلاقة المتماسكة ويعني ما يجمع ويوحد؛ فهم متحدون ومتماسكون إلى يوم الدين أو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. والخلاصة أن مصر وأهلها في حفظٍ بأمرٍ من الله إلى يوم الدين، فلقد تعرضت مصر للعديد من المحن عبر العصور التاريخية والتي كان منها الأوبئة والأمراض الفتاكة ولكن الله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين، ونذكر على سبيل المثال – لا الحصر – ما يلي : - خلال القرن السابع عشر الميلادي (١٦٠٩ م) وأيضاً خلال القرن التاسع عشر( ١٨١٢ م) ، فقد تعرضت مصر إلى وباء الطاعون، وهو من الأمراض المعدية القاتلة التي يسببها فيروس إنتروبكتريسا يرسينية طاعونية، وحتى عام 2007، كان الطاعون واحدًا من الأوبئة الفتاكة والأمراض الوبائية الثلاثة الواجب الإبلاغ عنها -على وجه التحديد- إلى منظمة الصحة العالمية (والاثنان الآخران تحديداً هما الكوليرا والحمى الصفراء)، وينتشر الطاعون في الهواء، وعن طريق الاتصال المباشر، أو عن طريق الطعام أو المواد الملوثة غير المطبوخة جيدًا، وأعراض الطاعون تعتمد على المناطق حيث تتركز الإصابة في كل شخص: الطاعون الدبلي في الغدد الليمفاوية، الطاعون إنتان الدم في الأوعية الدموية، الطاعون الرئوي في الرئتين، والحنجرة، ويُمكن علاجها إذا تم إكتشافها في وقت مبكر. ولكن الله قد حفظ مصر وشعبها الذين هم في رباطٍ إلى يوم يُبعثون . - خلال القرن التاسع عشر(١٨٣١م)، فقد تعرضت مصر إلى وباء الكوليرا أو الهَيْضَة، والتي تعرف أحيانًا بــ الكوليرا الآسيوية أو الكوليرا الوبائية، وهي الأمراض المعوية المُعدية التي تُسببها سلالات جرثوم ضمة الكوليرا المنتجة للذيفان المعوي، وتنتقل الجرثومة إلى البشر عن طريق تناول طعام أو شرب مياه ملوثة ببكتيريا ضمة الكوليرا من مرضى كوليرا آخرين، وكان يُفترض لفترة طويلة - أن الإنسان هو المستودع الرئيسي للكوليرا- ولكن تواجدت أدلة كثيرة على أن البيئة المائية يُمكن أن تعمل كمستودعات رئيسية للبكتيريا. - خلال القرن التاسع عشر(1834– 1836م)، فقد تعرضت مصر آنذاك لفيروسات وأوبئة وأمراض مثل ما يُسمى بــ "طاعون دبلي" و " انفلونزا موسمية متطورة ". والطاعون الدبلي/ الطاعون الدبيلي/الطاعون الدُمّلي/ الطاعون العقدي أو الطاعون النزفي (Bubonic Plague)‏ هو وباء وفيروس ومرض حيواني المنشأ حيث ينتشر أساسًا من خلال القوارض الصغيرة والحشرات التي تحمل العدوى، هو واحد من ثلاثة أنواع من الالتهابات التي يسببها طاعون يرسينيا والمعروف بــــ "طاعون الباستوريلا"، ويؤدي الطاعون الدبلي - دون علاج- إلى موت ثلثي المصابين خلال أربعة أيام من الإصابة به - ولكن الله حفظ مصر وأهلها - . - خلال القرن التاسع عشر( 1848م) وأيضاً خلال القرن التاسع عشر( 1865م)، وأيضاً خلال القرن التاسع عشر( 1881م)، فقد تعرضت مصر إلى وباء الكوليرا أو الهَيْضَة، والتي تعرف أحيانًا بــ الكوليرا الآسيوية أو الكوليرا الوبائية، وهي الأمراض المعوية المُعدية- ولكن الله حفظ مصر وأهلها - . - خلال القرن التاسع عشر(1889– 1890م)، فقد تعرضت مصر لهجمة شرسة من وباء الأنفلونزا، والمعروفة بــ "النزلة الوافدة" أو الخُنان، وكانت الانفلونزا حينها من سلالة H2N2، هو مرض معد تسببه فيروسات مخاطية قويمة. وأعراضها تشمل: حمى، ثر أنفي، التهاب الحلق، ألم عضلي، صداع، سعال و إعياء. وتبدأ هذه الأعراض عادة بعد يومين من التعرض للفيروس، وتستمر لمدة أقل من أسبوع، ولكن السعال قد يستمر لأكثر من أسبوعين، وفي الأطفال، قد يكون هناك غثيان وتقيؤ، ولكن هذه الأعراض ليست شائعة لدى البالغين، فقد يحدث الغثيان والقيء أكثر شيوعا نتيجة التهاب المعدة والأمعاء بسبب العدوى، والتي يشار إليها أحيانا باسم "انفلونزا المعدة" أو "انفلونزا على مدار 24 ساعة"، والتي تشمل مضاعفات: الالتهاب الرئوي الفيروسي والالتهاب الرئوي الجرثومي الثانوي، والتهابات الجيوب الأنفية، وتفاقم المشاكل الصحية السابقة مثل الربو أو قصور القلب. - خلال القرن العشرين(1902م)، فقد تعرضت مصر إلى وباء الكوليرا أو الهَيْضَة، والتي تعرف أحيانًا بــ الكوليرا الآسيوية أو الكوليرا الوبائية، وهي الأمراض المعوية المُعدية- ولكن الله حفظ مصر وأهلها - . - خلال القرن العشرين(1942–1944م)، فقد تعرضت مصر إلى وباء الملاريا (Malaria)‏ أو البُرَداء، وهو مرض طفيلي معدي بسبب كائن طفيلي يسمى متصورة (أو بلازموديوم)، وينتقل عن طريق البعوض ويتسلل هذا الطفيلي داخل كريات الدم الحمراء في جسم الإنسان فيدمرها، ويترافق ذلك مع مجموعة من الأعراض أهمها الحمى، فقر الدم وتضخم الطحال. وينتشر هذا المرض في بلدان العالم الثالث وينتقل إلى الأطفال عبر أكثر من طريقة أهمها البعوض الذي يكثر بعد هطول الأمطار وخاصة في المناطق التي لا يوجد فيها تصريف صحي لمياه الأمطار والمجاري، حيث إن هذا المرض من الأمراض الفتاكة فقد أوصت منظمة الصحة العالمية المسافرين إلى المناطق الموبوءة باستعمال الدواء المناسب مباشرة بمجرد الإحساس بارتفاع درجة الحرارة (أثناء السفر أو بعده) إلى 38 درجة مئوية أو عند ظهور أي أعراض للملاريا دون إنتظار التشخيص من الطبيب. - خلال القرن العشرين(1946م)، فقد تعرضت مصر إلى وباء الحمى الراجعة (Relapsing fever) الحمى وهو حمى معدية تسببها بكتيريا من جنس بورليات، والتي تنتقل بواسطة لدغات البعوض أو طحليات. وتظهر أعراض الحمى خلال 5-14 يوم من لدغة الحشرات وتتضمن الأعراض حمى مفاجئة, قشعريرة وشعور بالبرد، صداع، ألم في العضلات، وكذلك غثيان وفي بعض الحالات يحدث طفح جلدي وتستمر إلى 9 أيام ثم تختفي، وقد تظهر هذه الأعراض إذا لم تعالج بالمضادات الحيوية خلال أسبوعين. وأيضاً خلال القرن العشرين(1947م)، فقد تعرضت مصر إلى وباء الكوليرا أو الهَيْضَة، والتي تعرف أحيانًا بــ الكوليرا الآسيوية أو الكوليرا الوبائية. - ولكن الله حفظ مصر وأهلها - . - خلال القرن العشرين (١٩٥٧- 1969م)، فقد تعرضت مصر مع معظم دول العالم إلى وباء الأنفلونزا، والمعروفة بــ "النزلة الوافدة" أو الخُنان، وكانت الانفلونزا حينها من سلالة H2N2، كما تعرضوا إلى وباء الكوليرا أو الهَيْضَة، والتي تعرف أحيانًا بــ الكوليرا الآسيوية أو الكوليرا الوبائية. - خلال القرن العشرين(1981م)، تعرضت معظم دول العالم اإلى وبائيات فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، أو ما يُعرف بــــ "مرض الإيدز أو السيدا أو التَنَقْصُم" أو نحت تناذر نقص المناعة المكتسبة، أو متلازمة نقص المناعة المكتسبة (AIDS) وهو مرض يصيب الجهاز المناعي البشري ويسببه فيروس نقص المناعة البشرية فيروس (HIV) وتؤدي الإصابة بهذه الحالة المرضية إلى التقليل من فاعلية الجهاز المناعي للإنسان بشكل تدريجي ليترك المصابين به عرضة للإصابة بأنواع من العدوى الانتهازية والأورام. وينتقل فيروس نقص المناعة إلى المصاب عن طريق حدوث اتصال مباشر بين غشاء مخاطي أو مجرى الدم وبين سائل جسدي يحتوي على هذا الفيروس مثل:الدم أو السائل المنوي للرجل أو السائل المهبلي للأنثى أو المذي أو لبن الرضاعة الطبيعية، ومن ثَّم يمكن أن ينتقل هذا الفيروس من خلال الاتصال الجنسي غير الآمن سواء الشرجي أو المهبلي أو الفموي، أو من خلال عملية نقل الدم، أو من خلال إبر الحقن الملوثة بهذا الفيروس، أو يمكن أن ينتقل من الأم إلى جنينها خلال مرحلة الحمل أو الولادة أو الرضاعة أو من خلال أي عملية تعرض أخرى لأي من السوائل الجسدية سالفة الذكر. ويُعتبر مرض الإيدز جائحة من الأمراض الوبائية والمتفشية. - ولكن الله حفظ مصر وأهلها - . - القرن الحادي والعشرين(٢٠٠٩م)، فقد تعرضت معظم دول العالم إلى النكاف،المعروف أيضًا بــ "الْتِهابُ النَّكَفِيَّةِ الوَبائِيّ", وهو مرضٌ فيروسيٌّ يسبِّبُهُ فيروسُ النُّكافِ، ويُسبِّبُ انتفاخاً وأوجاعاً في الغُددِ اللُّعابيَّةِ, وخاصةً في الغُددِ النَّكفيَّةِ الموجودةِ بينَ الأُذُنِ والفكِّ. ويُعتبر واحدٌ مِن بينِ كلِّ ثلاثةِ أَشخاصٍ مُصابينَ بالنُّكافِ لا يُعاني مِنْ انتفاخٍ في الغُددِ. وبدلاً من ذلك , قَدْ يَظهرُ تَلوُّثٌ في المسالكِ التَّنفُسِيَّةِ العلويَّةِ ، كما إِنَّ الأعراضَ و العلاماتِ الأوَّليَّةَ تتضمَّنُ بالغالبِ, حرارةً وأَلماً في العضلاتِ وَصداعاً, فضلاً عن الإحساسَ بالتَّعبِ. ويتبعُ ذلكَ تَوَرُّمٌ مؤلِمٌ بواحدةٍ من الغُددِ النَكْفِيّةِ أو الاثنتينِ معاً. والأعراضُ إِجمالاً تحصلُ ما بينَ الايام 16-18 بعدَ التَّعرُّضِ للفيروسِ وَ تزولُ بعدَ 7 إِلى 10 أيام من تاريخ التعرض للفيروس. وغالباً ما تكون الأعراضُ أكثرَ شِدَّةً عندَ البالِغينَ مُقارنةً مَعْ الأَطفالِ، وتقريباً ثُلثُ الأَشخاصِ تتراوحُ أَعراضُ المَرَضِ لديهُم مِن خفيفةٍ إِلَى عدمِ وُجودِ أَعراضٍ، والمُضاعفاتُ قدْ تتضمَّنُ التهاباً بالطَّبقاتِ المُحيطةِ (أغشيةِ الدِّماغِ) بالدِّماغِ, الْتِهابُ البَنكرِياسِ, صَمَمٌ دائِمٌ , انتفاخٌ خُصْوِيٌّ مؤلِمٌ وَ الذي نادراً ما يؤدي إلَى عُقْم. - خلال القرن الحادي والعشرين(٢٠٠٩ - 2010م)، تعرضت معظم دول العالم إلى جائحة إنفلونزا الخنازير ((H1N1 ويُشار إليه بـــــ "وباء إنفلونزا الخنازير 2009"، وهي جائحة إنفلونزا تسببها سلالة فيروس انفلونزا جديدة تصيب البشر، ولقد تم اكتشاف هذا الفيروس الجديد لأول مرة لدى البشر في المكسيك في أبريل 2009. وينتشر هذا الفيروس من شخص لأخر على نطاق عالمي، وبنفس الطريقة التي تنتشر بها الانفلونزا الموسمية العادية، وفي يوم 11 يونيو 2009، فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية عن ظهور وباء H1N1 2009، والذي كان يشار إلى الفيروس ب "انفلونزا الخنازير" لأنه قد أظهرت الفحوصات المخبرية أن العديد من الجينات في هذا الفيروس الجديد مشابهة لحد بعيد لجينات فيروسات الأنفلونزا التي تصيب عادة الخنازير في أمريكا الشمالية، ولكن دراسة أخرى قد أظهرت أن هذا الفيروس الجديد يختلف كثيرًا عن الفيروسات السائدة لدى الخنازير في أمريكا الشمالية، فهذه الفيروسات تمتلك زوجين من جينات فيروسات الانفلونزا الخنازير المنتشرة في أوروبا وآسيا، كما أحتوت هذه الفيروسات على جينات من أنفلونزا الطيور والانفلونزا البشرية يطلق العلماء على هذا المزيج اسم "فايروس رباعي المتفارزة" (quadruple reassortant)‏. وأخيراً- إن شاء الله - خلال القرن الحادي والعشرين(2019-2020م) ، فقد تعرضت غالبية دول العالم إلى وباء وجائحة فيروس كورونا، وهي جائحةٌ عالميةٌ جارية لمرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19 أو فيروس كورونا ووهان) والذي يحدثُ بسبب فيروس كورونا 2 المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة (SARS-CoV-2)، واكتشف المرض في ديسمبر 2019 في مدينة ووهان بوسط الصين، وأطلق عليه اسم 2019-nCoV وقد صنّفته منظمة الصحة العالمية في 11 مارس 2020 (جائحة)، ويستطيع الفيروس أن ينتشر بين البشر مباشرة، ويبدو أن معدل انتقاله (معدل الإصابة) قد ارتفع في منتصف يناير 2020م. ولقد أبلغت عدة بلدان في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا والمحيط الهادئ عن وصول أصابات إلى أراضيها. وتتراوح فترة الحضانة حوالي 5 أيام أو أكثر، وهناك أدلة مبدئية على أنه قد يكون معديًا قبل ظهور الأعراض، وتشمل الأعراض الحمى والسعال وصعوبة التنفس، وقد تؤدي إلى الوفاة. - ولكن إن شاء الله تعالى سيحفظ مصر وأهلها -. " سلسلة مصر كنانة الله في أرضه ومواجهة الأوبئة عبر التاريخ " بقلم أ.د./ أيمن وزيري أستاذ الآثار والحضارة المصرية بكلية الآثار-جامعة الفيوم رئيس قسم الآثار المصرية بكلية الآثار- جامعة الفيوم ونائب رئيس إتحاد الأثريين المصريين

تعليقات القراء

أضف تعليق
الأسم
البريد الألكنرونى
التعليق

تعليقات الفيس بوك

أحدث الاخبـــار

الأكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الرأى الإقتصادى 2015