هل الشعب المصرى مؤهل بالفعل للديمقراطيه الشامله!!؟
الإثنين 02 سبتمبر 2013 -12:21
لا يمكن لأحد ايا ما كان ان يتجاهل الاوضاع الحاليه والاضطرابات السياسيه منذ قيام ثورة 30 يونيو بدعوى عدم التخصص فى الشأن السياسى..فالكل الان أضحى مطالبا بوضع ارائه وتصوراته للمرحله المقبله لاسيما وان الامر لم يعد كما كان فى السابق مقصورا على بعض المسمون خطئا بالنخبه السياسيه..فالاوضاع الحاليه تحتم علينا جميعا ان نتبادل الافكار والاقتراحات للوصول الى توافق وطنى حقيقى يصل بنا الى بر الامان ..
وقبل ان ابدا فى طرح رؤيتى للوضع الحالى وتصوراتى المستقبليه باعتبارى مواطن مصرى مفروض عليه ان يشارك..دعونى اولا استعيد مقولة اللواء عمر سليمان فى احد حواراته الصحفيه فى أعقاب ثورة يناير والتى ذكر فيها ان الشعب المصرى غير مؤهل للديمقراطيه بشكل كامل..وجميعنا نذكر كم الهجوم الكاسح الذى تعرض له فى اعقاب هذا التصريح لدرجة انه اضطر فيما بعد لنفيه!!..او حتى محاولة تصحيحه!!..ولكن.. وبعد كل هذه الفتره التى مرت..وبعد ان توفى الله الرجل فى ظروف هو وحده اعلم بها..ياتى الوقت الذى تتأكد فيه رؤيته امام الجميع!!..للدرجه التى اضحينا نسمع نفس المقوله ممن انتقدوه!!..دون اى اعتبار للاهانه الوطنيه التى تشدقوا بها حين قال الرجل جملته!!
والحقيقه انى متفق تماما مع مقولة اللواء عمر سليمان فيما قاله وحتى قبل ان يقوله..فرأيى الشخصى ان الشعب المصرى غير مؤهل نهائيا لأى نظام ديمقراطى..وفى هذا ليس اهانه للوطنيه على الاطلاق وليس تقليلا من شأن المصريين كما كان يتشدق البعض وانما هى مواجهه حقيقيه مع النفس..فمصر شأنها شأن العديد من دول العالم الثالث تعانى من فقر وجهل مدقعين..فكيف يمكن ان نتصور ان تأتى الينا الديمقراطيه بنظام هو الافضل او على الاقل من افضل الانظمه فى ظل شعب اكثر من 40% منه امى يجهل القراءة والكتابه بعيدا عن الاحصاءات الرسميه (الوهميه)!!..واكثر من 40% منه يعيش تحت خط الفقر!!..عن اى ديمقراطيه تتحدثون!!؟؟...هل يمكن قبول او تصور رأى لمواطن لا يملك الاكتفاء الذاتى للمعيشه!!؟؟..هل ينتظر رأى صحيح لمواطن يجهل فى عام 2013 القراءة والكتابه!!؟؟...وانا هنا بطبيعة الحال لست بصدد الحديث عن المتسبب فى تلك الحالة البائسه التى نعيشها الان..ولكن يجب الاعتراف بما نعانيه اذا ما اردنا بالفعل الاصلاح
واعتقد انه لا ادل على صحة ما أقول.. سوى ما لمسناه جميعا على مدار العاميين والنصف الماضيين  فى كافة الانتخابات التى شهدتها البلاد...فالتجربه أثبتت سهولة الحصول على الاف الاصوات باستخدام الشعارات الدينيه او بالاغراء المالى!!..ولما لا!!؟؟..فالجهل والفقر هما المسيطران..ولذا حكمنا بعض انصاف المتعلمين لمجرد انهم استعانوا بالدين فى دعايتهم الانتخابيه بالاضافه ايضا لاستخدام المال بشكل لا يخفى على أحد!!
واعتقد ان اى ديمقراطيه قادمه لن تختلف عن سابقتها!!..ولا داعى ان يتوهم البعض فى ان الشعب المصرى قد استفاق من غفوته وانه قادر على تحديد الافضل!!..وحتى اذا افترضنا جدلا صحة هذا التصور فسيكون مقتصرا فقط على بعض مناطق الحضر.. ولكن ماذا عن العشوائيات والقرى والنجوع واقاصى الصعيد!!؟؟..فالمأساه لازالت قائمه..وهى الجهل والفقر!!..ولا تتعجبوا او تنزعجوا حين تفاجئوا ان مجلس الشعب القادم عباره عن خليط من اعضاء الحزب الوطنى مع بعض المنتمين للتيارات الاسلاميه على شاكلة برلمان 2005 !! .. حتى لو كانت تلك الانتخابات تحت رقابه فضائيه وليست فقط قضائيه او عالميه وشهدت ايضا اعلى درجات الشفافيه والنزاهه فستكون تلك هى النتيجه الطبيعيه كونهما القوة الحقيقيه الفاعله على الارض...لأنهم ببساطه يملكوا المال الذى يقهر الفقر والدين الذى يقهر الجهل!!
اذن فما هو الحل!!؟؟..الحل ببساطه ان نعترف اولا بهذا الامر وان نتفهم اننا بالفعل لسنا مؤهلون للديمقراطيه الشامله وان يتنحى مؤقتا اولئك المسمون بالحقوقيون والثوار ومرتزقة يناير 2011 ..ثانيا ان تشهد الانتخابات المقبله تغييرا جذريا فى طرق الترشح او الانتخاب!!..ليكون الترشح مقصورا على فئات بعينها!!.. وان يكونوا على الاقل حاصلين على درجه مقبوله من التعليم بعيدا عن فكرة الفلاحين والعمال!! وان يملكوا برامج حقيقيه وليس شعارات وهميه تخضع للرقابه والتقييم..وان يقتصر حق الترشيح على من يملك قوت يومه او على الاقل يملك درجه مناسبة من درجات التعليم تؤهله للاختيار الانسب..ولمن يتصور ان هذا ضد مبادىء الديمقراطيه فهو خاطىء..لأننا ببساطه نسعى لاحداث تغيير شامل ونهضه حقيقيه..وفى سبيل ذلك لا مانع ابدا من اتخاذ بعض الاجراءات الاستثنائيه لحين اعادة هيكلة منظومة التعليم واحداث اصلاح اقتصادى حقيقى يضمن تحقيق الاكتفاء الذاتى لكل افراد الشعب او على الاقل للنسبة الاكبر منه!!..وهذا لن يتاتى بين ليله وضحاها وانما حتما سيحتاج الى سنوات ولكن المهم ان نبدا من الان..واما اذا ما استمرينا فى البحث عن المصالح الشخصيه الضيقه وقصرنا الاختلاف على نظام الانتخاب ما بين الفردى والقائمه!!..فستكون النتيجة  كما سبق واشرنا فى صالح المال والدين بعيدا عن الكفاءه ولن يحدث اى تغيير يذكر وسيعود بنا الزمن الى ما قبل 25 يناير وكأننا اضعنا عاميين ونصف من عمرنا هباء!!..وحينها برجاء ايها المتشدقون بالثوريه والحريه لا تصرخوا من عودة النظام القديم..لأنه سيعود بقمة الديمقراطيه والشفافيه سواء كان بالقائمه او بالفردى او بالاثنين معا!!
يبقى اخيرا ان نشير الى ان بعض الدول الغربيه الان اكتشفت ان النظم الديمقراطيه ليس شرطا أن تأتى بالافضل ولذا بدأت بعضها بالفعل الاعتماد على طرق مستحدثه تضمن الوصول الى افضل النتائج الممكنه حتى وان اضطرت الى التنازل عن بعض مبادىء الديمقراطيه...فهل نتفهم ونبدأ بالفعل!؟...أشك!
 
Esaied@Osoolesb.Com
 

تعليقات القراء

أضف تعليق
الأسم
البريد الألكنرونى
التعليق

تعليقات الفيس بوك

أحدث الاخبـــار

الأكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الرأى الإقتصادى 2015