عن الحرب الصينيه الامريكية ...
الأربعاء 19 سبتمبر 2018 -06:26
اشتعلت فتيل الحرب التجاريه بين امريكا والصين منذ اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية علي بعض الواردات الصينية لأمريكا بنسبة 25% بقيمة 34 مليار دولار وكانت أبرز تلك المنتجات هو الحديد الصلب والامونيوم .
ردت بعدها الصين بفرض رسوم علي واردات أمريكية بنسبة 25% أيضا بقدر 34 مليار دولار أبرز تلك المنتجات هي السيارات والمنتجات الزراعيه ، ثم مؤخرا أعلن ترامب مرة أخري عن فرض رسوم جديدة بقيمة 200 مليار علي واردات صينية أخري ، وردت الصين بفرض رسوم جديده علي واردات أمريكية بقيمة 60 مليار دولار اعتبارا من 24 سبتمبر الحالي.
في الحقيقة مثل هذه الحروب لن يتم حسمها قريبا لصالح اياً من الطرفين وقد تمتد لـ 20 عاماً قادمة فكلا الطرفين العملاقين يمتلك  أوراق ضغط كثيرة يستطيع اللعب بها في الوقت المناسب ومن ثم  فهي حرب تشبه لعبة عض الأصابع ينتصر فيها من يتحمل الالم أكثر من الاخر ، اذن فما هي الاوراق التي يمتلكها كلا الطرفين ؟
الحقيقة ان الصادرات الصينية لأمريكا تعادل 4 اضعاف الصادرات الأمريكية للصين ومن ثم فإن المتضرر الأكبر من فرض الرسوم حتماً سيكون الجانب الصيني ولكن الصين تملك اوراق ضغط اخري كبيرة متمثلة في حجم الدين الأمريكي الذي يصل الي 1200 مليار دولار لصالح الصين ومن ثم تستطيع الصين من خلال مقاطعة السندات واذون الخزانه الأمريكية ان تزعزع إستقرار اسواق النقد الأمريكية وهو ما سينعكس سلباً علي قيمة سندات الخزانه الأمريكية .
أيضاً لدي الصين ورقه ضغط أخري كبيرة وهي معاقبة الشركات الأمريكية العاملة بالصين من خلال تشديد  الرقابة الصحية والأمنية والمالية وتأخير حركة الإستيراد أو تنظيم مقاطعة .
المشهد يبدو اكثر تشاؤماً والمشكلة ستنعكس علي أطراف أخري كثيرة سلباً وإيجاباً ،فعلي سبيل المثال اذا انخفضت الصادرات الصينية لأمريكا سيؤثر ذلك سلباً علي دول شرق آسيا التي كانت تعتبر مصدرا كبيراً لمعظم السلع الوسيطة والخامات للصين كما سينعكس ذلك إيجاباً في حال أعتمدت الصين علي الواردات الزراعية لدول أخري غير الأمريكية وأيضاً ينطبق نفس الكلام بالنسبة للجانب الأمريكي ودوله المجاورة.
-الحقيقة علينا ان ننتظر ونراقب وكذلك علينا ان نتحوط لمخاطر تلك الحرب علينا ونتحين الفرص ايضاً ،فهل من مستجيب ؟

تعليقات القراء

أضف تعليق
الأسم
البريد الألكنرونى
التعليق

تعليقات الفيس بوك

أحدث الاخبـــار

الأكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الرأى الإقتصادى 2015